إما في فعل، وإما في جزاء. وما هو فيه فإما مكافأة على عمل قدمه، وإما عمل ينتظر المكافأة عليه. والجنة والنار في هذه الأبدان، وأعلى عليين درجة النبوة، وأسفل السافلين: دركة الحية، فلا وجود أعلى من درجة الرسالة، ولا وجود أسفل من دركة الحية.
ومنهم من يقول الدرجة الأعلى درجة الملائكة، والأسفل دركة الشياطين. ويخالفون بهذا المذهب سائر الثنوية، فإنهم يعنون بأيام الخلاص, رجوع أجزاء النور إلى عالمه الشريف الحميد، وبقاء أجزاء الظلام في عالمه الخسيس الذميم.
وأما بيوت النيران للمجوس:
فأول بيت بناه أفريدون: بيت نار بطوس، وآخر بمدينة بخارى، هو بردسون, واتخذ بهمن بيتا بسجستان، يدعى كركو. ولهم بيت نار آخر في نواحي بخارى، يدعى قباذان، وبيت نار يسمى كويسة، بين فارس وأصبهان، بناه كيخسرو. وآخر بقومس، يسمى جرير. وبيت نار يسمى كنكدز، بناه سياوش في مشرق الصين. وآخر بأرجان من فارس واتخذه أرجان جد كشتاسب وهذه البيوت كات قبل زردشت.
ثم جدد زردشت بيت نار بنيسابور، وآخر بنسا. ومر كشتاسب أن يطلب نارا كان يعظمها جم، فوجدها بمدينة خوارزم، فنقلها إلى داا بجرد, وتسمى أذرخر, هو المجوس يعظمونها أكثر من غيرها. وكيخسرو لما خرج إلى غزو أفراسياب عظمها، وسجد لها. ويقال إن انوشروان هو الذي نقلها إلى كاريان فتركوا بعضها, وحملوا بعضها إلى نسا.
وفي بلاد الروم على أبواب قسطنطينية بيت نار اتخذه سابور بن أردشير، فلم يزل كذلك إلى أيام المهدي، وبيت نار بإستينيا، على قرب مدينة السلام لبوران بنت كسرى.