للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخير من عطية الله عز وجل ومواهبه. ولا يعد ما فيه من الشر والفساد من عمل الشيطان ومكايده. ومن افترى على أخيه فرية لم يخلص من تبعتها حتى يجازى بها. فكيف يخلص من أعظم الفرية على الله عز وجل أن يجعله سببا للشرور وهو معدن الخير؟

وقال: الخير والشر واصلان إلى أهلهما لا محالة، فطوبى١ لمن جرى وصول الخير إليه وعلى يديه، والويل لمن جرى وصول الشر إليه وعلى يديه.

وقال: الإخاء الدائم الذي لا يقطعه شيء اثنان, أحدهما: محبة المرء نفسه في أمر معاده، وتهذيبه إياها في العلم الصحيح والعمل الصالح، والآخر: مودته لأخيه في دين الحق، فإن ذلك مصاحب أخاه في الدنيا بحسده، وفي الآخرة بروحه.

وقال: الغضب سلطان الفظاظة، والحرص سلطان الفاقة، وهما منشئا كل سيئة، ومفسدا كل جسد، ومهلكا كل روح.

وقال: كل شيء يطاق تغييره إلا الطباع، وكل شيء يقدر على إصلاحه غير الخلق السوء، وكل شيء يستطاع دفعه إلا القضاء.

وقال الجهل والحمق للنفس بمنزلة الجوع والعطش للبدن، لأن هذين خلاء النفس، وهذين خلاء البدن.

وقال: أحمد الأشياء عند أهل السماء والأرض لسان صادق ناطق بالعدل والحكمة والحق في الجماعة.

وقال: أدحض الناس حجة من شهد على نفسه بدحوض حجته.

وقال: من كان دينه السلامة والرحمة والكف عن الأذى فدينه دين الله عز وجل، وخصمه شاهد له بفلج٢ حجته، ومن كان دينه الإهلاك والفظاظة والأذى فدينه دين الشيطان، وهو بدحوض حجته شاهد على نفسه.


١ دعاء، بمعنى: له الحظ والعيش الطيب. وأصل الطوبي: الغبطة والسعادة.
٢ الفلج: الشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>