للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاذرين. فإن كان قريب القرابة من قومه قال لها أبوها أو أخوها: إذا حملت إليه أيسرت، وأذكرت، ولا أنثت، جعل الله منك عددا، وعزا وحلبا. أحسني خلقك، وأكرمي زوجك، وليكن طيبك الماء.

وإذا زوجت في غربة قال لها: لا أيسرت ولا أذكرت، فإنك تدنين البعداء، وتلدين الأعداء أحسني خلقك، وتحببي إلى احمائك، فإن لهم عينا ناظرة إليك, وأذنا سامعة وليكن طيبك الماء.

وكانوا يطلقون ثلاثا على التفرقة، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أول من طلق ثلاثا على التفرقة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وكان العرب يفعلون ذلك، فيطلقها واحدة وهو أحق الناس بها، حتى إذا استوفى الثلاث انقطع السبيل عنها، ومنه قول الأعشى ميمون بن قيس حين تزوج امرأة فرغب قومها عنه، فآتاه قومها، فهددوه بالضرب أو يطلقها:

أيا جارتي بيني فإنك طالقة ... كذاك أمور الناس غاد وطارقة١

قالوا: ثنه، فقال:

وبيني فإن البين خير من العصا ... وأن لا ترى لي فوق رأسك بارقه

قالوا: ثلث، فقال:

وبيني حصان الفرج غير ذميمة ... وموموقة قد كنت فينا ووامقة٢

قال: وكان أمر الجاهلية في نكاح النساء على أربع: رجل يخطب فيتزوج، وامرأة يكون لها خليل يختلف إليها، فإن ولدت قالت هو لفلان، فيتزوجها بعد هذا، وامرأة يختلف إليها النفر وكلهم يواقعها في طهر واحد، فإذا ولدت ألزمت الولد أحدهم، وهذه تدعى المقسمة، وامرأة ذات راية يختلف إليها الكثير وكلهم يواقعها، فإذا ولدت جمعوا لها القافة فيلحقون الولد بشبيهه.


١ بيني: فارقي.
٢ موموقة: محبوبة. والوامق: المحب.

<<  <  ج: ص:  >  >>