وإنما عبادتهم لها أن يحفروا أخدودا مربعا في الأرض، ويؤججو النار فيه، ثم لا يدعون طعاما لذيذا، ولا شرابا لطيفا، ولا ثوبا فاخرا، ولا عطرا فائحا، ولا جوهرا نفيا إلا طرحوه فيها، تقربا إليها وتبركا بها, وحرموا إلقاء النفوس فيها، وإحراق الأبدان بها خلافا لجماعة أخرى من زهاد الهند.
وعلى هذا المذهب أكثر ملوك الهند وعظائها. يعظمون النار لجوهرها تعظيما بالغا، ويقدمونها على الموجودات كلها.
ومنهم زهاد وعباد يجلسون حول النار صائمين يسدون منافسهم حتى لا يصل إليها من أنفاسهم نفس صدر عن صدر محرم.
وسنتهم: الحث على الأخلاق الحسنة، والمنع من أضدادها، وهي الكذب، والحسد، والحقد، واللجاج، والبغي، والحرص، والبطر. فإذا تجرد الإنسان عنها قرب من النار، وتقرب إليها.