للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وافتك تمزج لينها بقساوة ... قد أدرجت طيّ العتاب نوالها

كم رمت كتم مزارها لكنّه ... صحّت دلائل لم تطق إعلالها

تركت على الأرجاء عند مسيرها ... أرجا كأن المسك فتّ خلالها

ما واصلتك محبّة وتفضّلا ... لو كان ذاك لواصلت إفضالها

لكن توقّعت السلوّ فجدّدت ... لك لوعة لا تتّقي ترحالها

فوحبّها قسما يحقّ بروره ... لتجشّمنّك في الهوى أهوالها!

حسّنت نظم الشعر في أوصافها ... إذ فتّحت لك في الهوى أقفالها (١)

يا حسن ليلة وصلها ما ضرّها ... لو أتبعت من بعدها أمثالها

لمّا سكرت بريقها وجفونها ... أهملت كاسك لم ترد إعمالها

هذا الربيع أتاك ينشر حسنه ... فافسح لنفسك في مداه مجالها

واخلع عذارك في البطالة جامحا ... واقرن بأسحار المنى آصالها

في جنّة تجلو محاسنها كما ... تجلو العروس لدى الزّفاف جمالها

شكرت أيادي للحيا شكر الورى ... شرف الملوك همامها مفضالها

وصميمها أصلا وفرعا، خيرها ... ذاتا وخلقا، سمحها، بذّالها

الطاهر الأعلى الأمين المرتضى ... بحر المكارم غيثها سلسالها

حاز المعالي كابرا عن كابر ... وجرى لغايات الكرام فنالها

[٣٦/ب]

إن تلقه في يوم بذل هباته ... تلق الغمائم (٢) أرسلت هطّالها


(١) في نثير الفرائد والنفح: *إذ قبحت لك في الهوى أفعالها*.
(٢) في النسختين الغمام. والصواب من النفح.

<<  <   >  >>