كتاب أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن

ذو الوزارتين الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى علي بن محمد بن سليمان بن الجياب الانصاري - حاله-رحمه الله - ص: 128

(١) أو تلقه في يوم حرب عداته ... تلق الضراغم فارقت أشبالها

ملك إذا ما صال يوما صولة ... خلت البسيطة زلزلت زلزالها

فبسيبه وبسيفه نيل المنى ... واستعجلت أعداؤه آجالها

الواهب الآلاف قبل سؤالها ... فكفى العفاة سؤالها ومطالها

إن قلت: بحر كفّه، قصّرت إذ ... شبّهت بالملح الأجاج نوالها

ملأ البسيطة عدله وأمانه ... فالوحش لا تعدو على من غالها!

وسقى البريّة فيض كفيّه فقد ... عمّ البلاد سهولها وجبالها

جمع العلوم عناية بفنونها (٢) ... آدابها، وحسابها، وجدالها

منقولها، معقولها، وأصولها ... وفروعها، تفصيلها، إجمالها

فإذا عفاتك عاينوك تهلّلوا ... لمّا رأوا من كفّك استهلالها

وإذا عداتك أبصروك تيقّنوا ... أنّ المنيّة سلطت رئبالها

بدّدت شملهم ببيض صوارم ... روّيت من علق الكماة نصالها

وابحت أرضهم فأصبح أهلها ... جزرا (٣) تغادر نهبة أموالها

فتحت إمارتك السعيدة للورى ... أبواب بشرى واصلت إقبالها

وبنت مصانع رائقات ذكّرت ... دار النّعيم جنانها وظلالها

وأجلّها قدرا وأرفعها مدى ... هذا الذّي سامى النّجوم فطالها

---

(١) من هنا يبدأ الموجود من القصيدة في الديوان، فإن ورقة واحدة منه-على الأقل- سقطت من حرف اللام.
(٢) في الديوان ونثير الفرائد «بفنونها» وفي النفح: بعيونها.
(٣) في الديوان ونثير الفرائد: جزرا، وفي النفح خورا.