(*) كان منهاج المؤلف يقتضي أن يترجم هنا للوزير الخطير أبي عبد الله محمد بن الخطيب الشهير بلسان الدين بعد ترجمة شيخه وسلفه أبي الحسن بن الجياب. وقد بقي في المخطوطتين من نثير الجمان فراغ في آخر ترجمة ابن الجياب. وتجد بعد ذلك صفحة ونصف الصفحة لأشعار عباسية اختارها المؤلف أو غيره مقطوعة عن غرض الكتاب ثم يأتي الباب الثامن. ومجمل القول أن ترجمة لسان الدين لم ترد. ويظهر أن السبب في ذلك هو أن المؤلف صنف كتابه هذا في حدود ٧٧٥ - ٧٧٦ (راجع تفاصيل ذلك في نثير فرائد الجمان ١٠٥ - ١٠٦) وهي المدة التي كان فيها المؤلف ناقما على لسان الدين، الذي كان قد غادر الأندلس مزورا عن أمير غرناطة الغني بالله منذ ٧٧٣ في خبر طويل. ويبدو أن المؤلف لم يترجم للسان الدين منتظرا انتهاء الخلاف؛ فالغني بالله ابن عم للمؤلف المتعصب لأسرته الإمارية. ولقد انتهى الخلاف بعد ذلك بوفاة لسان الدين على أيدي جماعة الغني بالله ووفده إلى فاس. وما ندري أعاد المؤلف إلى كتابه فأضاف إليه ترجمة لابن الخطيب أم أرسل كتابه هذا ناقصا، كما هو هو الحال مع النسختين اللتين وصلتا إلينا منه. ولسان الدين بن الخطيب هو من أسرة شهيرة في غرناطة، وأصلهم من مدينة لوشة القريبة من غرناطة. ولد سنة ٧١٣، وانتظم -بعد أن اشتد عوده- في جملة الكتاب =