للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ وأتبعتهم طرفي وقلبي وما دروا ... بأني على آثار هذين ذاهب

وما راعني إلا المآقي تحدّرت ... بهنّ قلوب في الدّموع ذوائب

وقد طويت شمس الأصيل بأفقها ... كما نشرت للّيل منها ذوائب

وسرنا وترجيع الحداة يحثّنا ... كما رجّع الإنجيل في الصّبح راهب (١)

نميل على الأكوار سهدا كأنّنا ... نشاوى مدام أنحلتها الحقائب (٢)

٢٠ أقول لصحبي-والظعائن ترتمي ... وقد أخذت منّا السّرى والنّجائب

وقد ظمئت منّا المطيّ وأظلمت ... دجى خفيت فيها علينا المذاهب-

: ردوا ليس يروينا الغمام وهذه ... دموعي لا يظما بها بعد شارب!

وإن يك بالشّهب اهتداء فهذه ... بصدري شهب للغرام ثواقب

رعى الله عهدا ضمّه أفق تونس ... ومعهد أنس لم ترعه النّوائب


(١) في الأصلين «كما رصع الإنجيل في الصفح» ونرجح ما أثبت.
(٢) جمع الشاعر حقبة-وهي من الدهر: المدة لا وقت لها-على حقائب. ولم أجد لها هذا الجمع.

<<  <   >  >>