للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي ضربت في البلاغة بسهم، وحازت من الفصاحة أوفر سهم:

أرّقني بارق نجد إذ سرى ... يومض ما بين فرادى وثنى

أهّبتي إذ هبّ منه موهنا ... ما سدّ ما بين الثريّا والثّرى

شممت من أرجائه إذ شمته ... ريح صبا أطوع من ريح الكبا

فيا له من بارق ذكّرني ... من الهوى ما كنت عنه في غنى!

٥ أثار شوقا كان مني كامنا ... بين ضلوع طالما فيها ثوى

[١٠٣/أ]

فكان قلبي المجتوى إذ هاجه ... كالزّند إذ أوراه مور فورى

وسحّ سحب مقلتي فما بقي ... نوع من الدّمع بها إلا همى

ما كنت أدري قبل أن أنفده ... أنّ البكا يمنعني من البكا!

وليلة سبحت في ظلمائها ... إذ سحبت فضول أذيال الدّجا

١٠ ألفت فيها كل ما ألفيته ... يوهي القوى إلا التّسلي والكرى

طالت وما أطلّ بازي صبحها ... إلا باغيا (١) ما لديها من جوى

قد وقفت نجومها في أفقها ... وقفة حيران طويل المشتكى

جبت بها وحدي قفرا سبسبا ... ليس به إلا النّعام والمها

نائي الزّيازي (٢) والفلا، داني الصّفا ... خالي الفيافي والذّرى، خافي الصّوى (٣)


(١) أغيى السحاب: أقام. وبإغيا أي بغاية.
(٢) الزيازي جمع الزيزاء: ما غلظ من الأرض.
(٣) صوى جمع صوة (بواو مشددة): وهو حجر يكون علامة في الطريق.

<<  <   >  >>