للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما أفادت «ابن حرب» حربه ... حتى أتاه صاغرا فيمن أتى

ولا حمى فيها «حماسا» حزمه ... حتى نجا منهزما فيمن نجا

فكان من فضل النّبيّ المجتبى ... يومئذ أن كفّ عنهم وعفا

٢٢٥ وطاف بالبيت العتيق شاكرا ... لله ما أعطاه فضلا وحبا

ومرّ بالأصنام إذ طاف به ... يشير نحوها فخرّت للثّرى

فبعضها خرّ على الوجه لما ... أصابه، وبعضها على القفا!

فأصبح الدّين القويم قيّما ... سما على الأديان طرّا وعلا

وعاد برق الشّرك برقا خلّبا ... -من بعد ما أومض حينا-وخبا

٢٣٠ وفي حنين حان حين حارث ... وملك مالك بن عوف قد عفا!

دارت عليهم إذ أتوا دوائر ... وأسلموا «دريدهم» إلى الرّدى

لما أتاهم ما حبا الله به ... نبيّه من الفتوح والغنى

غاظهم فجمعوا من حينهم ... عساكرا ممّن تولّى وغوى

وجمعت «هوازن» قبائلا ... ممن زها عقلا بها حتى هوى

٢٣٥ جاؤوا بأطفال وأموال لهم ... من ذي بكاء ويعار (١) ورغا!


(١) اليعار: صوت الغنم أو المعزى. والرغاء: صوت البعير.

<<  <   >  >>