فخرج النبيّ في عساكر ... من كلّ صنديد كريم المنتمى
[١٠٨/ب]
عساكر تتبعها عساكر ... كلّ له عزم إذا الخطب عرا
لما تراءى العسكران أقبلت ... جيوش أهل الشّرك تعدو الخيزلى
ففرّ جيش المسلمين هاربا ... فما ثنى عنانه منهم فتى!
٢٤٠ فأنزل الله على نبيّه ... سكينة شام بها برق المنى
فقام في الجيش لهم مناديا ... أنا محمّد النبيّ المصطفى
ثم دعا العبّاس جهرا فانثنى ... إليه أنصار النبيّ إذ دعا
فاجتمعت عليه نحو مئة ... ممّن به في المعضلات يهتدى
وأيّدوا بعسكر عرمرم ... أنزله الله من املاك السّما
٢٤٥ فانهزمت جيوش أهل الشّرك إذ ... حمى جيوش المسلمين من حمى
فخذلوا طعنا وضربا إذ جثوا ... بين عوامل الرّماح والظّبا
نصر إلهي قضى الله به ... من قبل خلق الخلق فيما قد مضى
نبيّ صدق صادق في زهده ... ما فوقه لمعتل من معتلى
عنت له شمّ الجبال ذهبا ... طوع يديه من دنا ومن قصى
٢٥٠ وراودته برهة عن نفسه ... فما اشرأبّ نحوها ولا رنا
كم وقف الليل الطويل قانتا ... لم يغتمض بسنة ولا كرى