للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كم بيضة للفطم قد كتبتها ... وكم رقيت من نفاس صعب

فسهلت عسر النّفاس رقوتي ... وبيضتي قد فطمت كل صبي!

وكان عند شهود فاس في وقته اصطلاح، يسمون الدرهم بالغزّي- بسكون اللام، وضم الغين المعجمة وكسر الزاء المعجمة-على جهة المداعبة فإذا [١٢١/ب] لقي أحدهم صاحبه يقول له: هل جاءك اليوم الغزّي، أو: رأيته؟ وأنشدني في ذلك-لنفسه-:

أعرض الغزّيّ عني ... هكذا ما كان ظنّي!

ما على الغزّيّ لوم ... وكذا بلّغه عني

كلّ من تلقى معنّى ... فإلى الغزّيّ يعني

يقرب الغزّيّ طورا ... وبه طورا يغنّي

منشدا في كل وقت: ... «يا حبيب القلب: صلني!»

وكان الفقيه العدل الخطيب أبو يحيى بن عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الصّبر الجاناتي يساق له كل يوم غداؤه لحانوته بسماط شهود فاس: إمّا كنثاء (١) وإما حريرة (٢)، فقال له في ذلك:

اسقني شربة لذيذة طعم ... ليس فيها كرويّة وخميره

ولتكن بالفتات والبيض حسوا ... إن طعم الفتات أحسن سيره


(١) لم يظهر إعجام الكلمة في «ط».
(٢) الكنثاء: هكذا وردت وهي كما يظهر من السياق طعام فضله الشاعر على الحريرة. أما هذه فأشبه بالحساء، تصنع في بلاد المغرب-وكانت كما ترى من طعام أهل الأندلس- ولا زالت تصنع عند أهل المغرب الأقصى معالجة بالخميرة لتعطيها مذاقا خاصا طيبا.

<<  <   >  >>