للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من بغداد وإذا على البريد أربع كنثات «٢٢٤» من الخوص ملؤها رطب أزاذ عهده ببغداد أربعة أيام ما تغيّر كأنه جنيّ في تلك الساعة من النخلة. فقدمت بين يديه فأكل منها. وكان ينعى نفسه في تلك الأيام ويقول: ملكت الدنيا وذلت لي صعابها وبلغت آرابى منها ويذكر وصول الرطب في ذلك اليوم ويقول: أظنه آخر عهدي بأكل الرطب، وكذلك كان فإنه مرض بعد أيام وعهد إلى أخيه أبى إسحاق، محمد بن الرشيد «٢٢٥» . ولما كان في يوم الثلاثاء السادس عشر من رجب، اشتدت علّته وكان نازلا في دار خاقان المفلحي خادم الرشيد المرابط بطرسوس. فأمر أن يفرش له الرماد وينقل عن الفرش التي كان نائما عليها ويوضع على الرماد عريانا ففعل به ذلك، وكان يتقلب على الرماد ويقول: يا من لا يزول ملكه «٢٢٦» ارحم من زال ملكه. وتوفى من ساعته- رحمه الله- وكان عمره ثمان وأربعين سنة وأربعة أشهر، وصلى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم [باللَّه] ودفن في داره المعروفة بالإمارة بطرسوس المعروفة [٤١ أ] أيضا بخاقان المفلحي، وفيه يقول الشاعر «٢٢٧» :

هل رأيت النجوم أغنت عن المأمون أو عن ملكه المأنوس ... خلفوه بعرصتي طرسوس مثلما خلفوا أباه بطوس

أما وزراء المأمون: فأولهم الفضل «٢٢٨» بن سهل، ذو الرئاستين، ثم أخوه الحسن بن سهل، ثم أحمد بن أبى خالد الأحول، ثم أبو جعفر، أحمد بن يوسف «٢٢٩» ، ثم أبو عباد ثابت بن يحيى «٢٣٠» ، ثم محمد بن يزداد «٢٣١» .

[قضاته «٢٣٢» : الواقديّ، ثم محمد بن عبد الرحمن المخزومي، ثم بشر بن الوليد، ثم يحيى بن أكثم.

كتّابه: الفضل بن سهل، ثم أخوه الحسن، ثم أحمد بن أبى خالد الأحول «٢٣٣» ، ثم أبو جعفر [أحمد] بن يوسف «٢٣٤» ، [ثم ثابت بن] يحيى، [ثم محمد بن يزداد] [١] وانقضت أيام المأمون- رضى الله عنه-.


[١] ما بين الأقواس لم يرد في نسخة فاتح ولعله من إضافات أحد الذين وقع الكتاب بأيديهم في النسخة التي انتسخت نسخة لا يدن منها.

<<  <   >  >>