شبهت حمرة وجهه في ثوبه ... بشقائق النعمان في النّمام «٣٣٣»
ثم قال: أجيزوه فابتدر بنان «٣٣٤» المغنّى وقال:
والقدّ منه إن بدا في قرطق ... كالغصن في لين وحسن قوام
وغضب عليه يوما فتنغّص عيشه وبعد ذلك حضر فقال المعتز «٣٣٥» :
تغيب فلا أفرح ... فليتك لا تبرح
وإن جئت عذّبتنى ... لأنك لا تسمح
وألفيت ما بين ذين (م) ... لي كبد تجرح
على ذاك يا سيدي ... دنوك لي أصلح
وكان المعتز باللَّه يحب من بين إخوته الموفق أبا [أحمد] طلحة بن المتوكل لأنه كان أنجب الجماعة، وكان المعتز خلع عليه وتوّجه وأمره بالجلوس على كرسي بين يدي سدّته «٣٣٦» .
ولما كان في يوم الاثنين سابع وعشرين رجب سنة خمس وخمسين ومائتين شغّب الجند وطلبوا المال وركب صالح «٣٣٧» بن وصيف وبايكباك «٣٣٨» ومحمد بن بغا وهو أبو نصر، ووافوا باب الجوسق بسامراء ونفذوا إلى المعتز أن اخرج [إلينا] فقال:
إني قد تناولت [٩٥ أ] الدواء. فعاودوه فأدخلهم إلى عنده فلما رأوه جرّوا برجله وأقاموه في الشمس وقالوا له: اخلع نفسك فخلع نفسه وأدخلوا القضاة والشهود فشهدوا عليه بالخلع. وهربت أمه قبيحة من سرداب كان في الدار فنجت. وكان السبب في ما جرى عليه، بعد قضاء الله تعالى، أمه قبيحة فإنّهم طلبوا منها خمسين ألف دينار فقالت: ما في الخزائن شيء ولا عندي مال فليقتنع كل منكم بإقطاعه ومرسوماته فحين خلعوا ابنها وقتلوه أخذوا من خزانة واحدة ثلاث مائة ألف دينار. ونفذ الأتراك إلى بغداد من جاء بمحمد بن الواثق فوصل ليلة الأربعاء تاسع وعشرين رجب فبويع بالخلافة ولقّبوه المهتدي باللَّه، واستصفوا جميع ما كان للمعتز باللَّه ولأمه ولجميع أسبابهم من النعمة والأموال حتى أخذوا من الخزائن جميعا ما كان قدره