للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقصد عمرو بن الليث الخارجي بخراسان فقصده وتلاقيا على شط جيحون فكسره الأمير إسماعيل وأخذه أسيرا ونفذ به إلى الحضرة «٣٨٩» وكان قبل ذلك قد نفذ عمرو رسولا إلى بغداد بالتحف والهدايا للمعتضد وأركان دولته ليزول عنه اسم العصيان وكان في جملة ذلك الحمل مما أهداه إلى الخليفة جمال. فحين جيء به أسيرا أمر [المعتضد] فأركب جملا وشهر في الأسواق والدبادب تضرب بين يديه وكان ذلك الجمل مما أهداه إلى الخليفة. وفي ذلك يقول أبو الحسن عليّ بن الفهم «٣٩٠» :

ألم تر هذا الدهر كيف صروفه ... يكون يسيرا أمره وعسيرا

وحسبك يا ابن الليث نبلا وعزة ... تروح وتغدو في الجيوش أميرا

حباهم بأجمال ولم يدر أنه ... على جمل منها يقاد أسيرا

وكان ابن الليث صفارا من أهل فارس تغلّب على خراسان وأخذها من بنى طاهر حتى نفذ المعتضد إلى الأمير إسماعيل بن أحمد فكفاه أمره ولمحمد «٣٩١» بن بسّام فيه، وقد أركب الجمل وسوّد وجهه وكان يرفع يده إلى السماء ويدعو بكلام لا يسمعه أحد:

أيها المغترّ بالدنيا أما أبصرت عمرا ... مقبلا قد ركب الفالج بعد الملك قسرا

رافعا كفّيه يدعو الله إسرارا وجهرا ... أن ينجّيه من القتل وأن يعمل صفرا [٦٩ أ]

وكان المعتضد يستحسن قول سلم الخاسر في موسى الهادي: «موسى المطر غيث بكر» ، ويقول: هذا صعب لأنه كلما تحرك القائل لحقته القافية، فقال يحيى ابن عليّ المنجّم يمدحه «٣٩٢» :

طيف ألمّ بذي سلم بين الخيم ... يطوى الأكم يشفى السقم

ثم انصرم فلم أنم شوقا وهم

<<  <   >  >>