أين الوثوب على الأعداء مبتغيا ... صلاح ملك بنى العباس إذ فسدا
قد انقضيت فلا عين ولا أثر ... حتى كأنك يوما لم تكن أحدا
وله فيه من أخرى:
ألست ترى موت العلى والمحامد ... وكيف دفنا الخلق في قبر واحد
وللدهر أيام تسيء عوامدا ... ويحسنّ إن أحسنّ غير عوامد
وأما وزراء المعتضد باللَّه: فهم عبيد الله «٢٩٦» بن سليمان بن وهب، وكان يرمى بالأبنة، وابنه القاسم «٣٩٧» بن عبيد الله وكان كذلك وكان جده سليمان بن وهب من المشهورين بهذه العلّة، وفيهم يقول الشاعر:
إذا رأيت بنى وهب بمنزلة ... لم تدر أيهم الأنثى من الذكر
قميص أنثاهم ينقدّ من قبل ... وقمص ذكر انهم تنقد من دبر «٣٩٨»
[١] وفي سليمان بن وهب خاصة يقول الشاعر:
يا من يقلب طومارا وينشره ... ماذا بقلبك من حب الطوامير
شبّهت شيئا بشيء أنت تأمله ... طولا بطول وتدويرا بتدوير [٧٠ أ]
وفيه أيضا قيل:
إن في الديوان شيخا ... يشتهي في الاست داخل
يا سليمان بن وهب ... في حرام المتغافل
وكان الحاجب الكبير وقائد الجيش في أيام المعتضد باللَّه بدر «٣٩٩» المعتضدي ويكنى أبا النجم.
وانقضت أيام المعتضد باللَّه- رحمة الله عليه-.
[١] الأبيات لدعبل الخزاعي وهي في ديوانه وأوردها الجرجاني الثقفي في المنتخب من كنايات الأدباء (القاهرة ١٣٢٦/ ١٩٠٨) ٤٧.