للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينتثر الدرّ من تكلّمها ... ويلمع البرق من تبسّمها

وقلت فيها [٧١ ب] :

إن عليّا علا بهمّته ... حيث الثريا في بعد أنجمها

حكى أباه بفضله وغدا ... من العرى آخذا بأحزمها

فقال له: يا يحيى قلت له ذاك أولا وحيث لم يصغ إلى كلامك قلت هذا ولست محتقدا عليك بذلك ولا أريد أن أجازيك على ذلك بسوء، معاذ الله أن يكون عندي من المسألة ما لا أحتمل به مثل هذا وإنما ذكّرتك به لأمر لك بصلة في مقابلته فإنه ما أساء إليّ أحد إلا أحسنت إليه وأمر له بخمسين ألف درهم.

ومات المكتفي باللَّه في يوم السبت ثانى عشر ذي القعدة [من] سنة خمس وتسعين ومائتين ودفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر. وقيل «٤٠٧» له في مرضه: لو وكلت بعبد الله بن المعتز ومحمد بن المعتمد، قال: ولم؟ قيل له: لأن الناس يرجفون بهما للخلافة بعدك فتستظهر لئلا يخرج الأمر من أخيك جعفر، فقال: هل سمعتم من أحدهما أنه أحدث علينا خلافا؟ فقيل له: لا، فقال: فأىّ ذنب لهما بإرجاف الناس لهما بهذا الأمر؟ أليس هما من أولاد الخلفاء؟ فلا تعرضوا لهما.

وكان وزيره حين مات العباس بن الحسن «٤٠٨» ، وحين دخل عليه ورآه ميتا تمثّل ببيتى أعشى همدان:

وما تزوّد مما كان يجمعه ... سوى حنوط غداة البين في خرق

وغير نفحة أعواد تشب له ... وقلّ ذلك من زاد لمنطلق (٤٠٨)

وانقضت أيام المكتفي- رحمة الله عليه-.

<<  <   >  >>