قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: يا عم ألا أصلك!؟ ألا [١٠ أ] أحبوك؟! قال: بلى يا رسول الله، ما أحوجنى إلى ذلك!!. قال: إن الله تعالى افتتح هذا الأمر بى وسيختمه بولدك. وفي رواية أخرى: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما نزل عليه جبريل- عليه السلام- وعليه قباء أسود وعمامة سوداء قال له: ما هذا الزي يا جبريل؟ فقال جبريل: يا محمد يأتى على الناس زمان يعز الله الإسلام بهذا السواد فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: رئاستهم ممن تكون؟ فقال له جبريل- عليه السلام-: من ولد عمك العباس. فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-:
فأتباعهم ممن يكونون؟ فقال جبريل- عليه السلام-: أهل المناطق من وراء جيحون، دهاقنة الصغد والترك «٥٦» . وفي يوم الزاب لما التقى عبد الله بن عليّ ومروان الحمار نظر مروان إلى الرايات السود فراعته فالتفت إلى وزيره وقال: هذه والله هي الرايات التي يسلمونها إلى عيسى بن مريم وولّى هاربا وكان يقول في طريقه: أركبت سبعين ألف عربي على سبعين ألف عربي «٥٧» ولكن إذا نفدت المدة لم تنفع العدة. وكان لما أراده الله وقدّره في سابق علمه أن احتاج مروان في تلك الساعة إلى إراقة الماء فهمّ بالنزول فقال له وزيره: بل على سرجك فإنك إن نزلت انكسر العسكر فقال: أو يتحدث عنى بمثل ذلك؟ ونزل.
فيقال: مروان باع الدولة ببولة «٥٨» . وانقضت دولتهم.