للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسيل على وجهه فقام إليه يقبّل موضع الجرح ويمسحه بكمه ويقول:

ضربوا قرّة عينىّ ... ومن أجلى ضربوه

أخذ الله لقلبي ... من أناس أوجعوه

ثم قال للمغنين غنوا بها، ثم أراد أن يتمها أربعة فاعتاصت القافية عليه فاستدعى الفضل بن الربيع وقال له: من على بابنا من الشعراء؟ فقال: والله ما أعلم أن أحدا بقي عندنا منهم إلا عبد الله بن أيوب التيمي وهو على باب القصر. قال: فقل له يجيز هذين البيتين. فخرج إليه الفضل وأمره أن يجيز البيتين فأجازهما ببيتين آخرين وقال:

من رأى الناس له الفضل عليهم حسدوه ... مثل ما قد حسد القائم بالملك أخوه «١٨٤»

فاستحسنها ثم قال: والله هذا خير مما أردت. ثم قال: سلوه هل جئت على الظهر أو في الماء؟ فقال: لا بل على الظهر. قال: وكم كان معك حمل؟ قال: [٣٢ ب] ثلاثة. قال: أوقروها له دراهم ففعل ذلك. قال التيمي: واتفق أنى بعد قتل الأمين قصدت المأمون بخراسان فلما دخلت عليه ووقعت عينه في عيني قال: هيه يا تيمى:

مثل ما حسد القائم بالملك أخوه

قلت له: اسمع يا أمير المؤمنين تمامها وارتجلت في الحال:

نصر المأمون عبد الله لما ظلموه ... نقضوا العهد الّذي كانوا قديما أكّدوه

لم يعامله أخوه بالذي أوصى أبوه

قال: فاستحسن بديهتى ووصلني «١٨٥» .

ثم إن الأمين حين ضاق به الأمر أرسل إلى طاهر بن الحسين يطلب منه الأمان ويسأله أن يؤمّنه ليمضي إلى أخيه المأمون فينزل على حكم أخيه «١٨٦» ، فكان جوابه بل تنزل وفي حلقك ساجور أو تنزل على حكمي. فلما سمع الأمين جوابه قال: لا والله

<<  <   >  >>