للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل من لم يخالط الفقهاء وجهد مع المحدثين، تأذى، وساء فهمه، فالحمد الله الذي أنعم علينا بالحالتين) (١).

وكذلك ابن القطان الفاسي، فقد قال - متعقِّبا عبد الحق -: (وقوله في ثابت بن عَجْلان: لا يحتج به، قول لم يقله غيره فيما أعلم، ونهاية ما قال فيه العقيلي: لا يتابع على حديثه.

وهذا من العقيلي تحامل عليه، فإنه يمس بهذا من لا يعرف بالثقة، فأما من عرف بها، فانفراده لا يضره، إلا أن يكثر ذلك منه) (٢).

وقال أيضا عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: (وقد أخرج له مسلم ، وإنما أنكر عليه بعض من تأخر أحاديث رواها بآخرة عن عمه، وهذا لا يضره - إذ هو ثقة - أن ينفرد بأحاديث، ما لم يكن ذلك الغالب عليه) (٣).

وقال: (والزيادة المذكورة ذكرها البزار، فقال: حدثنا أحمد بن منصور بن سَيَّار، حدثنا عَتَّاب بن زياد، حدثخا أبو حمزة السُّكَّري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "الإمام ضامن، والمؤذن مُوْتَمَن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للموذّنين". قالوا: يا رسول الله، لقد تركتنا نتنافس في الأذان بعدك، فقال رسول الله : "إنه يكون بعدي - أو بعدكم - قوم سفلتهم مؤذّنون".

أبو حمزة محمد بن ميمون السُّكَّري، ثقة مشهور.

وعتاب بن زياد مروزي ثقة، قاله أبو حاتم.

وأحمد بن منصور بن سَيَّار ثقة مشهور.

ولا عيب بهذا الإسناد إلا ما بينّا من انقطاعه الخافي على أبي محمد،


(١) "صيد الخاطر" (ص: ٥٦٥).
(٢) "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٣٦٣).
(٣) "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>