للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستغرب عنه، بحيث لا يعرف حديثه إلا من ذلك الوجه) (١).

قلت: هذا غريب من حيث الإسناد فقط كما قال أبو عيسى، وإنما يستغرب لحال الإسناد، وأما المتن فهو مشهور، فقد جاء من طرق أخرى، وهذا ما يسمى أيضًا بـ "الغريب النسبي" عند بعض أهل العلم.

ثم ذكر أبو عيسى مثالًا آخر للغريب يختلف قليلًا عما سبق، رواه من طريق حمزة بن سَفِينة، عن السائب، عن عائشة، عن النبي في فضل من تبع جنازة وصلَّى عليها، ثم تبعها حتى تدفن (٢).

قال ابن رجب: (هذا نوع آخر من الغريب، وهو أن يكون الحديث عن النبي معروفًا من رواية صحابي عنه من طريق أو طرق، ثم يروى عن ذلك الصحابي من وجه آخر يستغرب من ذلك الوجه خاصة عنه … ).

ثم قال: (وهذا الحديث مروي من وجوه متعددة عن عائشة، أنها صدّقت أبا هريرة بما حدث به عن النبي : من هذا الحديث، وأما من حديث السائب بن يزيد عنها فلا يعرف إلا من هذا الوجه) (٣).

قلت: وهذا نوع آخر من الغرابة التي تقع في الإسناد؛ ولذلك قال أبو عيسى بعد أن ذكر هذا الحديث: (وهذا حديث قد روي من غير وجه عن عائشة، عن النبي ، وإنما يستغرب هذا الحديث لحال إسناده، لرواية السائب عن عائشة عن النبي ) (٤).

ويسمى مثل هذا النوع عند بعض أهل العلم بـ "الغريب النسبي" أيضًا.


(١) "شرح علل الترمذي" (١/ ٤٤٠).
(٢) "العلل الصغير" (ص: ٧٢).
(٣) "شرح علل الترمذي" (١/ ٤٤٥ - ٤٤٦).
(٤) "العلل الصغير" (ص: ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>