للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢ - وقال أيضًا: (حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا هاشم وهو ابن سعيد الكوفي، قال: حدثني كنانة مولى صفية، قال: سمعت صفية تقول: دخل علي رسول الله وبين يديّ أربعة آلاف نواة أسبّح بها، قال: "لقد سبحت بهذه، ألا أعلمك بأكثر مما سبّحت؟ " فقلت: بلى علمني. فقال: "قولي: سبحان الله عدد خلقه".

هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث صفية إلا من هذا الوجه من حديث هاشم بن سعيد الكوفي، وليس إسناده بمعروف.

وفي الباب عن ابن عباس) (١).

قلت: استعمل أبو عيسى هذه المصطلحات على بابها؛ فالإسناد الصحيح يرى صحته، والضعيف يرى ضعفه، وليس بذاك القوي على بابه أيضًا.

إذن ما الفرق بين الاستعمالين؟

الفرق في تقوية الخبر، فعندما يستعمل لفظة (حديث) في الحكم؛ كقوله: (حديث صحيح)؛ فإن قوله يكون أقوى واحتياطه يكون أكثر، بخلاف استعماله للفظة (الإسناد)؛ كقوله: (إسناده صحيح)؛ فإن حكمه يكون أضعف بالنسبة لما قبله، وعلى هذا جرى عمل المحدثين.

وأما عندما يضعف الخبر ويستعمل كلمة (إسناد) فهذا من الدارج استعماله، فعندما يضعِّف المحدث الحديث - ومنهم أبو عيسى - ثم يبين وجه الضعف، فعندئذ لا بد أن يستعمل كلمة (إسناد) فيقول: في إسناده فلان، أو في إسناده اضطراب.

ومثال ذلك:

قال الترمذي: (حدثنا هنّاد، قال: حدثنا وكيع، عن حريث، عن


(١) "جامع الترمذي" (٣٨٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>