للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرزاق، عن جعفر، والحديث به مشهور عن جعفر، وقد رواه سعيد بن سليمان، وعمار بن هارون، وزاد في حديث عبد الرزاق: كان النبي، يفطر على الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر) (١).

وقال في ترجمة عمار بن هارون بعد أن ساق الحديث من طريقه: (وهذا معروف بعبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، وقد رواه عمار بن هارون، وسعيد بن سليمان النشيطي، جميعا عن جعفر أيضا) (٢).

ولأجل ما تقدم لم يعتد أبو حاتم وأبو زرعة بهذه المتابعة، وجزما بأنه لم يروه سوى عبد الرزاق، فقالا - بعد أن سألهما عبد الرحمن عن هذا الحديث -: (لا نعلم روى هذا الحديث غير عبد الرزاق، ولا ندري من أين جاء عبد الرزاق؟) يعني: من أين جاء به. قال ابن أبي حاتم: (قلت: وقد رواه سعيد بن سليمان النشيطي، وسعيد بن هبيرة، فقال أبي: لا يسقى بالنشيطي وسعيد بن هبيرة شربة من ماء مثلًا. قال أبو زرعة: لا أدري ما هذا الحديث! لم يرفعه (٣) إلا من حديث عبد الرزاق) (٤).

والحديث له شاهدٌ، أخرجه أبو يعلى الموصلي (٥) - ومن طريقه الضياء (٦) - والعقيلي (٧)، عن إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا أبو ثابت عبد الواحد بن ثابت، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: كان النبي يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار.

قلت: وهذه المتابعة لجعفر لا يفرح بها، وذلك أن عبد الواحد بن ثابت ضعيف، مع أن متنه يخالف ما رواه جعفر بن سليمان.


(١) "الكامل" (٣/ ١٠٥).
(٢) "الكامل" (٧/ ٥٢٣).
(٣) كذا، ولعل الصواب: لم يعرفه.
(٤) "علل ابن أبي حاتم" (٣/ ٦).
(٥) "مسند أبي يعلى الموصلي" (٣٣٠٥).
(٦) "الأحاديث المختارة" (١٧٥٥).
(٧) "الضعفاء" (٣/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>