حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثنا حميد، عن ثابت، عن أنس قال: مرَّ رسول الله ﷺ بشيخ كبير يُهادى بين ابنيه، فقال:"ما بال هذا؟ " قالوا: نذر -يا رسول الله- أن يمشي، قال:"إن الله ﷿ لغني عن تعذيب هذا نفسه"، قال: فأمره أن يركب.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس: أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا … ، فذكر نحوه.
هذا حديث صحيح) (١).
قلت: هذا الحديث وقع فيه اختلاف في المتن وفي الإسناد:
أما في المتن، ففي الإسناد الأول: أن امرأة نذرت أن تمشي إلى بيت الله، وفي الإسنادين الثاني والثالث: أن رسول الله ﷺ مر بشيخ كبير يهادى بين ابنيه.
وأما الاختلاف في الإسناد، فمرة: حميد عن أنس، ومرة: بينهما ثابت.
فقول المصنف عن الإسناد الثالث:(هذا حديث صحيح)، كأنه يريد أن هذا الاختلاف لم يؤثر على صحة الحديث؛ لأنه اختلاف يسير، فسواء كان الناذر رجلًا أو امرأة فالحكم واحد.
وأما الإسناد فسواء كان حميد عن أنس، أو بينهما ثابت، فهذا أيضًا لا يؤثر، وفي عدة أحاديث يقول حميد -بعد أن يرويه عن أنس-: وثبتني فيه ثابت.
(١) "جامع الترمذي" (١٦٢٨ - ١٦٣٠)، وكذا في طبعة الرسالة (١٦١٦ - ١٦١٨).