للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتب حديثه، قال أبو زرعة: (حدث عن موسى بحديثين منكرين، لم أجد لهما أصلا من حديث موسى) (١). وقال أبو حاتم عن هذا الحديث: (باطل) (٢).

نعم، الترمذي لا يرى أن هذأ الحديث باطل، ولكنه يرى عدم صحته، فضعْفُه ظاهر، فهو جزما لا يقصد بالحسن هنا ما اصطلح عليه المتأخرون؛ وهو رواية الصدوق الذي خفّ ضبطه.

٢١ - قال الترمذي : (حدثنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا إسماعيل ابن عياش، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي قال: "من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثْن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور".

وفي الباب: عن أسماء بنت أبي بكر، وعائشة

هذا حديث حسن غريب.

ومعنى قوله: "ومن كتم فقد كفر"؛ يقول: قد كفر تلك النعمة) (٣).

قلت: لم يصححه المصنف؛ لأنه من رواية إسماعيل عن المدنيين، وهي ضعيفة، وقد خولف؛ فرواه بشر بن المفضل -وهو أوثق بكثير من إسماعيل بن عياش- عن عمارة، عن رجل من قومه، عن جابر به.

أخرجه أبو داود (٤)، وهذا الرجل هو شرحبيل بن سعد، كما وقع في رواية يحيى بن أيوب، عن عمارة، عند أبي داود.

وأظن أن أصله ما رواه أبو داود (٥) من طريق الأعمش، عن أبي


(١) "سؤالات البرذعي" (٢/ ٦٨٤).
(٢) "العلل" لابن أبي حاتم (٥/ ٦٢٠).
(٣) "جامع الترمذي" (٢١٦٥).
(٤) "سنن أبي داود" (٤٧٣٢).
(٥) (٤٧٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>