للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف لهذا الخبر، وهو "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم"، ولذا عندما ذكره الذهبي في "الميزان" قال: (فهذا منكر، إنما أتاه بألف دينار) (١).

قلت: وهناك ألفاظ أخرى منكرة كما تقدم، نعم؛ قد جاءت هذه الألفاظ من أوجه أخرى، ولكنّها لا تصح، والعلة لا تبدو لي في إسحاق الثقفي، بل في الراوي عنه لأنه متهم بسرقة الحديث.

وأما شيخه يونس فهو لا يُعرف، قال الزبير: (لا يُدرى من هو) (٢).

فتبين أن هذا الخبر منكر، خاصة أنه إسناد غريب فرد، كما قال أبو عيسى: (لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زائدة). ولذا ذكره في "العلل" (٣)، وقال: (سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن. وأبو يعقوب الثقفي اسمه: إسحاق بن إبراهيم الكوفي، روى عنه: ابن ابي زائدة، والحسن بن ثابت، وعبيد اللّه بن موسى).

قلت: وهذا التحسين ليس على بابه، فالأئمة المتقدمون يطلقون الحسن ويقصدون به معانيَ متعددة، وهذا البحث يبين بعض ذلك، ويؤيد هذا ذكر أبي عيسى له في كتابه "العلل".

٢٠ - قال الترمذي : (حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا بكر بن يونس ابن بكير، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول اللّه : "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام، فإن الله يطعمهم ويسقيهم".

هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه) (٤).

قلت: هذا حديث باطل؛ بكر بن يونس منكر الحديث جدا، ولعله لا


(١) (١/ ١٨٦).
(٢) "تهذيب التهذيب" (٤/ ٤٧٢).
(٣) (٥٠٦).
(٤) "جامع الترمذي" (٢١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>