للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: الذي يظهر أن أبا عيسى لا يحتج بليث، كما تقدم فيما نقله عن محمد بن إسماعيل البخاري والإمام أحمد، ولكن يكتب حديثه، وهذا مذهب جمهور النقاد.

ولا أعرف أن أبا عيسى صحّح لليث شيئا، وإنما يحسّن خبره أحيانا (١) ويستغربه أخرى (٢).

٤ - وقال الترمذي : (حدثنا أحمد بن الحسن، قال: حدثنا موسى ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدث عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: أخبرني أسامة بن زيد، قال: كنت جالسا إذ جاء علي والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة استأذن لنا على رسول الله ، فقلت: يا رسول الله، علي والعباس يستأذنان، فقال: "أتدري ما جاء بهما؟ " قلت: لا، قال: "لكني أدري، فأذن لهما"، فدخلا، فقالا: يا رسول اللّه، جئناك نسألك: أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد"، قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك، قال: "أحب أهلي إلي من قد


= وجاء في بعض الطبعات: (وقال محمد بن إسماعيل: قال أحمد بن حنبل: ليث لا يُفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فلذلك ضعّفوه)، وظاهر هذا السياق أن جملة (كان ليث يرفع أشياء .. ) من كلام أحمد بن حنبل، والذي يظهر أنها من كلام البخاري أو الترمذي؛ فليس من عادة الإمام أحمد أن يقول عن راو: (ضعّفوه)، كما أنها لم تُروَ عنه في مواضع أخرى، ولم ينقلها العلماء، وقد ذكر الترمذي رواية البخاري عن أحمد هذه في ليث في "العلل الكبير" (٥٤٣) دونها، وروى البغوي في "الجعديات" (٦١٥) قال: (حدثني أحمد بن سعد الزهري وحنبل بن إسحاق، قالا: سمعنا أبا عبد اللّه أحمد بن حنبل يقول: -قال أحدهما:- ليث بن أبي سليم لا يُفرح بحديثه. -وقال الآخر:- ليث ضعيف الحديث) حسب، والله أعلم.
(١) ينظرة (٣٨٤٩).
(٢) ينظر: (٣٤١٣، ٣٥٢٩، ٣٩٤٤، ٣٩٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>