للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنعم الله عليه وأنعمت عليه؛ أسامة بن زيد قالا: ثم من؟ قال: "ثم علي بن أبي طالب قال العباس: يا رسول اللّه، جعلت عمك آخرهم؟ قال: "إن عليا قد سبقك بالهجرة".

هذا حديث حسن، وكان شعبة يضعِّف عمر بن أبي سلمة) (١).

قلت: كأنه يرى أن هذا الحديث لا يصح، وذلك لقوله: إن شعبة يضعِّف عمر بن أبي سلمة، وإن كان قد صحّح له حديثين (٢)؛ حديث "لعن الله زوّارت القبور"، وحديث "غيروا هذا الشيب ولا تشبهوا باليهود".

والجواب عن هذا التصحيح: أن أبا عيسى قد يصحح للرواة المتكلم فيهم في بعض الأحيان دون بعض، وذلك حسب القرائن وحسب المتن، وفي متن هذا الحديث الذي معنا غرابة، والله أعلم.

٥ - وقال الترمذي : (حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن غُطيف بن أعيَن، عن مصعب بن سعد، عن عدي ابن حاتم، قال: أتيت النبي وفي عنقي صليب من ذهب. فقال: "يا عدي، اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ في سورة براءة: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٣١]، قال: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه".

هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغُطيف بن أعيَن ليس بمعروف في الحديث) (٣).


(١) "جامع الترمذي" (٤١٧٣).
(٢) "جامع الترمذي" (١٠٨٣، ١٨٦٠).
(٣) "جامع الترمذي" (٣٣٧٠)، وفي "التحفة" (٩٨٧٧) و"تحفة الأحوذي" (٨/ ٤٩٤) وطبعة الرسالة (٥/ ٣٢٧): (حديث غريب).

<<  <  ج: ص:  >  >>