للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يقال أيضا: إنه حسّنه لمجيئه من وجه آخر بتسمية هذا المبهم (أبو أسماء)؛ لأنه لو كان كذلك لحكم بصحته.

ومما يقوي كون هذا الحديث معلولا عنده: أنه ذكر الاختلاف الذي وقع في إسناده، وأن بعضهم قد رواه موقوفا. واللّه تعالى أعلم.

٣ - قال الترمذي : (حدثنا محمد بن يحيى العدني المكي -ويكنى بأبي عبد اللّه الرجل الصالح هو ابن أبي عمر-، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن ابن عصام المزني، عن أبيه - وكانت له صحبة، قال: كان رسول اللّه إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم: "إذا رأيتم مسجدا، أو سمعتم مؤذنا، فلا تقتلوا أحدا".

هذا حديث حسن غريب، وهو حديث ابن عيينة) (١).

قلت: ابن عصام لا يعرف إلا في هذا الخبر، واسمه لا يعرف؛ قيل: عبد الرحمن، وقيل: عبد اللّه، وتسميته بذلك لعله من باب أن كل شخص هو عبد لله وعبد للرحمن، فأطلقوا عليه عبد الله أو عبدالرحمن.

والراوي عنه عبد الملك؛ ليس بالمشهور، لم يخرّج له الترمذي سوى هذا الحديث، ومثله أبو داود (٢)، والنسائي (٣)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤) على قاعدته.

فتبيّن أن تحسين الترمذي له: تضعيفٌ، هذا مع كون الإسناد غريبا، واللّه تعالى أعلم.


(١) "جامع الترمذي" (١٦٤٢).
(٢) "السنن" (٢٦٣٥).
(٣) "السنن الكبرى" (٨٧٧٢) و (٨٧٨٦).
(٤) (٧/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>