للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال عمر بن عبد العزيز : (ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه، وعقب عقبه) (١).

وقال ابن المنكدر: (إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر) (٢).

ومتى كان العبد مشتغلًا بطاعة الله، فإن الله يحفظه في تلك الحال.

وفي مسند الإمام أحمد عن النبي ، قال: «كانت امرأة في بيت، فخرجت في سرية من المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزة وصِيصِيَتَها كانت تنسج بها، قال: ففقدت عنزًا لها وصِيصِيَتَها، فقالت: يا رب إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدت عنزًا من غنمي وصيصيَتي، وإني أنشدك عنزي وصيصيَتي»، قال: وجعل رسول الله يذكر شدةَ مناشدتها ربها ، قال رسول الله : «فأصبحت عنزها ومثلها، وصِيصيَتُها ومثلُها» (٣).

والصيصية: هي الصنارة التي يغزل بها وينسج.

فمن حفظ الله حفظه الله من كل أذى قال بعض السلف: من اتقى الله فقد حفظ نفسه، ومن ضيع تقواه، فقد ضيع نفسَه، والله الغني عنه.


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٢٢٢)، وابن أبي الدنيا في الاعتبار وأعقاب السرور والأحزان برقم (٧١)، بلفظ: «مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ إِلَّا حَفِظَهُ اللَّهُ فِي عَقِبِهِ وَعَقِبِ عَقِبِهِ».
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى برقم (١١٨٦٦)، والحميدي في مسنده برقم (٣٧٧)، وابن المبارك في الزهد برقم (٣٣٠)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال برقم (٣٥٩).
(٣) أخرجه أحمد في المسند برقم (٢٠٦٦٤)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٧٧) وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (٢٩٣٥): وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الرجل الطفاوي، فإنه لم يسم، ولا يضر لأنه صحابي، والصحابة كلهم عدول.

<<  <   >  >>