للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن مسعود : (النعيم: الأمن والصحة) (١)، وروي عنه مرفوعًا (٢).

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ قال: (النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد: فيما استعملوها؟ وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: ٣٦] (٣) (٤).

وأما نعمة الأمن، فمن أعظم أسباب تحقيقها هو الإيمان بالله تعالى ومتابعة نبيه ، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: ٨٢]، وقال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: ٥٥].

فهذا وعد من الله لأهل الإيمان بالأمن التام الذي ليس بعده خوف، وهذا إنما يكون يوم القيامة، أما في الدنيا فقد يتحقق الأمن لأهل الإيمان وقد يتخلف عنهم، وقد يتحقق في وقت دون وقت، وفي قوم دون قوم، وكلما


(١) ينظر: تفسير الطبري (٢٤/ ٦٠٣)، وتفسير ابن أبي حاتم (١٠/ ٣٤٦٠).
(٢) ينظر: أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١٠/ ٣٤٦٢)، ورواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد برقم (٨٥٧، ٢٣١١).
(٣) ينظر: تفسير الطبري (٢٤/ ٦٠٤)، وزاد المسير لابن الجوزي (٤/ ٤٨٦)، وتفسير ابن كثير (٨/ ١٧٧).
(٤) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (٢/ ٧١٠).

<<  <   >  >>