للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، عن النبي أنه قال: «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم، ومن قالها حين يمسي أدى شكر ليلته» (١).

وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: إني بأرض قد كثرت فيها النعم، حتى لقد أشفقت على أهلها من ضعف الشكر، فكتب إليه عمر : إني قد كنت أراك أعلم بالله مما أنت، إن الله لم ينعم على عبد نعمة، فحمد الله عليها، إلا كان حمده أفضل من نعمه، لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النمل: ١٥]، وقال تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا﴾ [الزمر: ٧٣]، إلى قوله: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ [الزمر: ٧٤]، وأي نعمة أفضل من دخول الجنة؟ (٢).

وقد ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر عن بعض العلماء أنه صوب هذا القول: أعني قول من قال: (إن الحمد أفضل من النعم) (٣).

وعن ابن عيينة أنه خطأ قائله، قال: (ولا يكون فعل العبد أفضل من فعل الرب ﷿ (٤).

ولكن الصواب قول من صوبه، فإن المراد بالنعم: النعم الدنيوية، كالعافية


(١) أخرجه أبو داود برقم (٥٠٧٣)، والنسائي في السنن الكبرى برقم (٩٧٥٠)، وفي اليوم والليلة برقم (٧).
(٢) ينظر: تفسير ابن أبي حاتم (٩/ ٢٨٥٤)، وحلية الأولياء لأبي نعيم (٥/ ٢٩٣).
(٣) ينظر: الشكر لابن أبي الدنيا (ص ٤٠) برقم (١١١).
(٤) ينظر: المصدر السابق.

<<  <   >  >>