معنى الحديث: أن من يريد الجنة فعليه أن يُكره نفسه على أعمال الطاعات والخير، ومن يريد النجاة من النار، فعليه أن يبتعد عن الشهوات المحرمة، فإنها موصلة إلى النار والعياذ بالله.
قال النووي ﵀(١): (قال العلماء هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها ﷺ من التمثيل الحسن. ومعناه: لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره والنار بالشهوات، وكذلك هما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات.
فأما المكاره: فيدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها، والصبر على مشاقها، وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة، والإحسان إلى المسيء، والصبر عن الشهوات ونحو ذلك.
وأما الشهوات التي النار محفوفة بها: فالظاهر أنها الشهوات المحرمة، كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية، والغيبة واستعمال الملاهي ونحو ذلك.
وأما الشهوات المباحة، فلا تدخل في هذه، لكن يكره الإكثار منها؛ مخافة أن يجر إلى المحرمة، أو يقسي القلب، أو يشغل عن الطاعات، أو يحوج إلى الاعتناء بتحصيل الدنيا).
ولذة الشهوات زائلة لا تبقى، وإنما يبقى إثمُها وعارها.
قال عباس الدوري ﵀: (كان بعض أصحابنا يقول: كان سفيان الثوري كثيرًا ما يتمثل بهذين البيتين: