بمنزلة الحياة للأبدان، لأن المطر يمثل الحياة، بل إن حاجة الإنسان للعلم أعظم من حاجته إلى المطر.
ثالثًا: فيه إشارة إلى شرف العلم والتعليم وعظيم موقعه، وأن المشتغل به مشتغل بما اشتغل به الرسل ﵈.
رابعًا: فيه إشارة إلى اختلاف عقول الناس وفهومهم، فمنهم الذي يحفظ الألفاظ، ولا يجتهد في فهم المعاني، ومنهم الذي يفهم المعاني، دون حفظ الألفاظ، ومنهم من جمع بين الحسنيين.
قال الشيخ ابن عثيمين ﵀(١): (وفي هذا الحديث دليل على أن من فقه في دين الله، وعلم من سنة رسول الله ﷺ ما يعلم فإنه خير الأقسام، لأنه علم وفقه لينتفع وينفع الناس، ويليه من علم ولكن لم يفقه، يعني روى الحديث وحمله، لكن لم يفقه منه شيئًا، وإنما هو راوية فقط، يأتي في المرتبة الثانية في الفضل بالنسبة لأهل العلم والإيمان، القسم الثالث: لا خير له، رجل أصابه من العلم والهدى الذي جاء به النبي ﵊، ولكنه لم يرفع به رأسًا ولم ينتفع به، ولم يعلمه الناس، فكان -والعياذ بالله- كمثل الأرض السبخة التي ابتلعت الماء ولم تنبت شيئًا للناس، ولم يبق الماء على سطحها حتى ينتفع الناس به).
خامسًا: فيه إشارة إلى شقاء من لم ينتسب إلى أهل العلم، لا تعلمًا ولا حفظًا ولا تعليمًا، وأنه بمنزلة من لم يقبل ما جاء به النبي ﷺ من الهدى والرشاد.