وقد طوى الله تعالى علم القدر على العالم، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب.
وقيل: إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة، ولا ينكشف قبل دخولها، والله أعلم.
وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها، وكل ميسر لما خلق له، لا يقدر على غيره، ومن كان من أهل السعادة يسره الله لعمل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة يسره الله لعملهم، كما قال: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى … و: لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: ٧ - ١٠]، وكما صرحت به هذه الأحاديث).
من فوائد الحديث:
أولًا: مشروعية إتباع الجنازة.
ثانيًا: أن متبع الجنازة عليه أن يتذكر الآخرة وأن يظهر عليه أثر ذلك.
ثالثًا: موعظة العالم أصحابه عند القبور.
رابعًا: إثبات القدر، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
خامسًا: مراجعة العالم والاستفسار منه عما قد يشكل.
سادسًا: أن السعادة والشقاوة بتقدير الله وقضائه.
سابعًا: الرد على الجبرية؛ لأن التيسير ضد الجبر، لأن الجبر لا يكون إلا عن كره، ولا يأتي الإنسان الشيء بطريق التيسير إلا وهو غير كاره له.
ثامنًا: الرد على القدرية؛ لأن أفعال العباد وإن صدرت عنهم، فقد سبق علم الله بوقوعها بتقديره ﷾.