للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل الجراد … أي: جماعة من جراد، وهذا من أسماء الجماعات التي لا واحد لها من لفظها، يقال: رجل من جراد، وسرب من ظباء، وخيط من نعام، وعانة من حمير.

من الهوام … أي: فيها هوام كثيرة ككثير الجراد.

يصبح يتدفق … أي: يتدفق ماء لكثرته.

ويُمسِي لا بِلالَ بها … بكسر الباء، جمع بلل، أي: ليس بها قطرة ماء بل ولا أرضها مبتلة.

التعليق:

قصة زمزم:

روى البخاريُّ (١) عن ابن عباس قال: «أول ما اتخذ النساء المِنْطقَ (٢) من قِبل أمِّ إسماعيل، اتخذت مِنْطقًا لتُعفيَ أثرَها (٣) على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي تُرضعُه، حتى وضعهما عند البيت عند دوحة (٤)، فوق زمزم في أعلى المسجد (٥)، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابًا فيه تمر، وسقاءً فيه ماء.

ثم قفَّى إبراهيم (٦) منطلقًا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارًا،


(١) في صحيحه برقم (٣٣٦٤).
(٢) المنطق: ما يشد به الوسط. ينظر: العين للفراهيدي (٥/ ١٠٤).
(٣) لتعفي أثرها: تخفيه. ينظر: المعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى وآخرين (٢/ ٦١٢).
(٤) دوحة: شجرة كبيرة. ينظر: تهذيب اللغة للهروي (٥/ ١٢٤).
(٥) في أعلى المسجد: أي: أعلى مكان المسجد، لأن المسجد لم يكن بني يومئذ.
(٦) قفَّى إبراهيم: ولَّى راجعًا إلى الشام. ينظر: جامع الأصول، لابن الأثير (١٠/ ٢٩٥).

<<  <   >  >>