للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجعلت تُحَوِّضُه (١) وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائِها، وهو يفور بعد ما تغرف».

قال ابن عباس : قال النبي : «يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء-، لكانت زمزم عينًا معينًا» (٢).

قال: فشربت وأرضعت ولدَها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة (٣)، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله».

قال ابن حجر (٤): (سُميت زمزم لكثرتها يقال: ماء زمزم، أي: كثير، وقيل: لاجتماعها، نُقل عن ابن هشام. وقال أبو زيد: الزمزمة من الناس: خمسون ونحوهم. وعن مجاهد: إنما سميت زمزم: لأنها مشتقة من الهزمة، والهزمة الغمز بالعقب في الأرض. أخرجه الفاكهي بإسناد صحيح عنه. وقيل: لحركتها، قاله الحربيُّ. وقيل: لأنها زمَّت بالميزان لئلا تأخذ يمينًا وشمالًا).

وأما بئر برَهوت: ففي الفردوس عن الأصمعي عن رجل من أهل برَهوت أنهم يجدون الريح الفظيع المنتن فيها، ثم يمكثون جثيًّا، فيأتيهم الخبر بأن عظيمًا من الكفار مات، فيرَوْن أن الريحَ منه، وقد أخذ جمعٌ من الشافعية أنه يُكره استعمالُ هذا الماء في الطهارة وغيرها (٥).


(١) تحوضه: تجعله مثل الحوض، حتى لا يذهب. ينظر: لسان العرب لابن منظور (٧/ ١٤١).
(٢) عينًا معينًا: أي: ظاهرًا جاريًا على وجه الأرض. ينظر: العين للفراهيدي (٢/ ٢٥٥)، تهذيب اللغة للهروي (٣/ ١٣٣).
(٣) الضيعة: الهلاك. ينظر: مقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ٣٨٠).
(٤) ينظر: فتح الباري لابن حجر (٣/ ٤٩٣).
(٥) ينظر: فيض القدير للمناوي (٣/ ٤٨٩)، التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (٦/ ١٩).

<<  <   >  >>