للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسباب الإجابة:

لكن الدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه، وانتفاء موانعه، وقد تتخلف إجابته، لانتفاء بعض شروطه، أو وجود بعض موانعه.

ومن أعظم شرائطه: حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، كما خرجه الترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي ، قال: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يقبل دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ» (١).

ولهذا نهي العبد أن يقول في دعائه: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له (٢).

ونهي أن يستعجل، ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة (٣)، وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملِحِّين في الدعاء.

وقال تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: ٥٦]).


(١) أخرجه الترمذي برقم (٣٤٧٩)، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وحسنه الألباني لشواهده.
وأخرج نحوه أحمد في المسند برقم (٦٦٥٥)، عن عبد الله بن عمرو بسند فيه ابن لهيعة، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ١٤٨)، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن، وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٤٩١ - ٤٩٢).
(٢) لحديث أبي هريرة : أن رسول الله قال: «لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له». أخرجه البخاري برقم (٦٣٣٩)، ومسلم برقم (٢٦٧٩).
(٣) لحديث أبي هريرة ، أن رسول الله قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي». أخرجه البخاري برقم (٦٣٤٠)، ومسلم برقم (٢٧٣٥).

<<  <   >  >>