للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فما دام العبد يلح في الدعاء، ويطمع في الإجابة من غير قطع الرجاء، فهو قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب، يوشك أن يفتح له.

ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه، أو ما يستلزم ذلك كالنجاة من النار، ودخول الجنة، وقد قال النبي : «حولها ندندن» (١)، يعني: حول سؤال الجنة والنجاة من النار.

ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا، فيصرفها عنه، ويعوضه خيرًا منها، إما أن يصرف عنه بذلك سوءًا، أو أن يدخرها له في الآخرة، أو يغفر له بها ذنبًا، كما في المسند وصحيح الحاكم عن أبي سعيد ، عن النبي ، قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها»، قالوا: إذًا نكثر؟ قال: «الله أكثر» (٢).


(١) أخرجه أبو داود برقم (٧٩٢)، وابن ماجه برقم (٩١٠)، وأحمد في المسند برقم (١٥٨٩٨)، ورواية ابن ماجه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ: «مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟»، قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ، وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ! قَالَ: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ».
(٢) أخرجه أحمد في المسند برقم (١١١٣٣)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (٧١٠)، والحاكم في المستدرك برقم (١٨١٦) وقال: (صحيح الإسناد).
وبنحوه أخرجه الترمذي برقم (٣٥٧٣)، عن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا عَلَى الأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ»، وَقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وقال الألباني: حسن صحيح.

<<  <   >  >>