للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبكل حال فالإلحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء الله تعالى موجب للمغفرة، والله تعالى يقول: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» (١).

فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبًا لم يرج مغفرته من غير ربه، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره.

وقوله: «إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالي»:

يعني: على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك، ولا أستكثره، وفي الصحيح عن النبي ، قال: «إذا دعا أحدكم فليُعَظِّم الرغبةَ، فإن الله لا يتعاظمه شيء» (٢).

فذنوب العبد وإن عظُمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته.

يا رب إن عظمت ذنوني كثرةً … فلقد علمت بأن عفوَك أعظمُ

إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ … فمن الذي يرجو ويدعو المجرمُ

ما لي إليك وسيلةٌ إلا الرجا … وجميل عفوك ثم إني مسلم

السبب الثاني للمغفرة: الاستغفار:

ولو عظُمت الذنوب، وبلغت الكثرة عنان السماء، وهو السحاب، وقيل: ما انتهى إليه البصر منها.


(١) أخرجه أحمد في المسند برقم (١٦٠١٦)، والدارمي برقم (٢٧٧٣)، والحاكم في المستدرك برقم (٧٦٠٣) عن واثلة بن الأسقع، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وقال الذهبي: صحيح وعلى شرط مسلم.
(٢) أخرجه مسلم برقم (٢٦٧٩) عن أبي هريرة .

<<  <   >  >>