للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: «يا بني عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلًا».

وقال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

وعن مغيث بن سميّ، قال: بينما رجل خبيث، فتذكر يوما، فقال: اللهم غفرانك، اللهم غفرانك، اللهم غفرانك، ثم مات فغفر له.

ويشهد لهذا ما في الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي : «أن عبدًا أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، قال الله تعالى: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا آخر» (١)، فذكر مثل الأول مرتين أخريين.

وفي رواية لمسلم أنه قال في الثالثة: «قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء» (٢)، والمعنى: ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر، والظاهر أن مراده الاستغفار المقرون بعدم الإصرار.

ولهذا في حديث أبي بكر الصديق ، عن النبي ، قال: «ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة». خرجه أبو داود والترمذي (٣).


(١) أخرجه البخاري برقم (٧٥٠٧)، ومسلم برقم (٢٧٥٨).
(٢) أخرجه مسلم برقم (٢٧٥٨/ ٢٩)، وفي رواية البخاري السابقة: «غفرت لعبدي ثلاثًا، فليعمل ما شاء».
(٣) أخرجه أبو داود برقم (١٥١٤)، والترمذي برقم (٣٥٥٩) وقال: غريب، وليس إسناده بالقوي. وهذا الحديث حسنه ابن كثير في تفسيره (٢/ ١٢٥)، وقال: وجهالة مولى أبي بكر لا تضر، لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر.

<<  <   >  >>