للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

افترضت عليه … الفرائض الظاهرة فعلًا؛ كالصلاة والزكاة وغيرهما من العبادات، وتركًا؛ كالزنا والقتل وغيرهما من المحرمات، والباطنة؛ كالعلم بالله والحب له، والتوكل عليه والخوف منه وغير ذلك، وهي تنقسم أيضًا إلى أفعال وتروك (١).

التعليق:

ذكر ابن الجوزي (٢) أن هذا الحديث فيه عدة إشكالات (٣):

أحدها: أن يقال: كيف يعادي الإنسان الأولياء، والأولياء قد تركوا الدنيا وانفردوا عن الخلق، فإن جهل عليهم جاهل حلموا، والعداوة إنما تكون عن خصومة؟

والإشكال الثاني: قوله: «فقد آذنته بالحرب»، وكيف يتصور الحرب بين الخالق والمخلوق؟ والمحارب مناظر، وهذا المخلوق في أسر قبضة الخالق.

والإشكال الثالث: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه»، والعادة قد جرت بأن التقرب يكون بما لا يجب، كالهدايا إلى الملوك دون أداء الخراج، فإن مؤدي اللازم لا يكاد يحمد، وإنما يشكر من فعل ما لا يجب.

والرابع: أن يقال: فإذا كانت الفرائض أفضل القربات، فكيف أثمرت النوافل المحبة ولم تثمرها الفرائض؟

والخامس: قوله: «كنت سمعه وبصره ويده»، فما صورة هذا؟


(١) ينظر: فتح الباري لابن حجر (١١/ ٣٤٧).
(٢) ينظر: كشف المشكل لابن الجوزي (٣/ ٥٢٥)
(٣) ذكر ستة إشكالات وأجاب عنها، وقد اكتفينا هنا بخمسة فقط، لأنه مشى في السادس على طريقة الخلف في تأويل الصفات.

<<  <   >  >>