للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسادس: قوله: «ولئن سألني لأعطينه»، وكم قد رأينا من عابد وصالح يدعو ويبالغ ولا يرى إجابة.

والجواب:

أما الإشكال الأول: فإن معاداة الأولياء يقع من أربعة أوجه:

أحدها: أن يعاديهم الإنسان عصبية لغيرهم، كما يعادي الرافضي أبا بكر وعمر.

والثاني: مخالفة لمذهبهم، كما يعادي أهل البدع أحمد ابن حنبل.

والثالث: احتقارًا لهم، فيكون الفعل بهم فعل الأعداء، كما كان بعض الجهال يحصب أويسًا القرني.

والرابع: أنه قد يكون بين الولي وبين الناس معاملات وخصومات وليس كل الأولياء ينفردون في الزوايا، فربَّ وليٍّ في السوق!

وأما الإشكال الثاني: فإن الإنسان إنما خوطب بما يعقل، ونهاية العداوة الحرب، ومحاربة الله ﷿ للإنسان أن يهلكه، وتقدير الكلام: فقد تعرض لإهلاكي إياه.

وأما الإشكال الثالث: فإن في أداء الواجبات احترامًا للأمر وتعظيما للأمر، وبذلك الانقياد تظهر عظمة الربوبية، ويبين ذل العبودية.

وأما الإشكال الرابع: فإنه لما أدى المؤمن جميع الواجبات، ثم زاد بالتنفل وقعت المحبة لقصد التقرب، لأن مؤدي الفرض ربما فعله خوفًا من العقاب، والمتقرب بالنفل لا يفعله إلا إيثارًا للخدمة والقرب، فيثمر له ذلك مقصوده.

وأما الإشكال الخامس: فإن قوله: «كنت سمعه وبصره»، مثلٌ، وله أربعة أوجه:

<<  <   >  >>