أحدهما: كنت كسمعه وبصره في إيثاره أمري، فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحبُّ هذه الجوارح.
والثاني: أن كُلِّيَّتَه مشغولةٌ، فلا يُصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا يبصر إلا عن أمري.
والثالث: أن المعنى: أني أحصل له مقاصده كما يناله بسمعه وبصره.
والرابع: كنت له في العون والنصرة كبصره ويده اللذين يعاونانه على عدوه.
وأما الإشكال السادس: فإنه ما سئل ولي قط إلا وأجيب، وإلا أنه قد تؤخر الإجابة لمصلحة، وقد يسأل ما يظن فيه مصلحة ولا يكون فيه مصلحة، فيعوض سواه.
لا يوصف الله تعالى بالتردُّد المطلق:
سئل الشيخ ابن عثيمين ﵀(١): (ورد في حديث: «من عادى لي وليًّا»، في نهاية الحديث يقول الله ﷿:«وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن»، فهل في هذا إثبات صفة التردد لله ﷿؟ أو كيف التوفيق في هذا الأمر؟
فأجاب: إثبات التردد لله ﷿ على وجه الإطلاق لا يجوز؛ لأن الله تعالى ذكر التردد في هذه المسألة:«وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن»، وليس هذا التردد من أجل الشك في المصلحة، ولا من أجل الشك في القدرة على فعل الشيء، بل هو من أجل الرحمة بهذا العبد المؤمن، ولهذا قال في نفس الحديث: «يكره الموت وأكره مساءتَه، ولا بد