للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: «وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»:

قال النووي (١): (وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل، لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء، وأما الزكاة الواجبة فإعلانها أفضل.

وهكذا حكم الصلاة، فإعلان فرائضها أفضل، وإسرار نوافلها أفضل، لقوله : «أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» (٢).

وقال المناوي (٣): (استدل به الرافعي على أن صدقة السر أفضل من العلانية، قال ابن حجر: وأولى منه خبر: «سبعة يظلهم الله»، وفيه: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها» (٤).

قال في الإتحاف: ذكر مع الصلة صدقة السر للمناسبة التامة المؤذنة بمزيد فضل؛ فالصلة وصفت بأنها تزيد في العمر سواء كانت سرًّا أو جهرًا بخلاف، إطفاء الغضب، فإنه لا يكون إلا بالصدقة سرًّا ثم إخفاؤها، فالصلة أفضل، فإنها نوع من الصدقة، فيجتمع فيها حينئذ الأمران؛ الزيادة في العمر، وإطفاء الغضب).

وقال الصنعاني (٥): (الجامع بينهما -أي: بين الصدقة والصلة- حتى تعاطفًا، إذ الكل إحسان يراد به وجه الله تعالى).


(١) ينظر: شرح النووي على مسلم (٧/ ١٢٢).
(٢) أخرجه البخاري برقم (٧٣١)، ومسلم برقم (٧٨١)، عن زيد بن ثابت .
(٣) ينظر: فيض القدير للمناوي (٤/ ١٩٦).
(٤) أخرجه البخاري برقم (١٤٢٣)، ومسلم برقم (١٠٣١)، عن أبي هريرة .
(٥) ينظر: التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (٦/ ٥٨٥).

<<  <   >  >>