للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حول زيادة العمر ونقصانه:

قوله: «وصلةُ الرحم تزيد في العمر»:

قال الشيخ محمد بن علي الأثيوبي (١): (استُدِلّ بهذا الحديث على جواز الزيادة في العمر، وهذا الاستدلال واضح، وهو الصواب من القولين في المسألة).

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة (٢): (وأما نقص العمر وزيادته، فمن الناس من يقول: إنه لا يجوز بحال، ويَحمِل ما ورد على زيادة البركة، والصواب: أنه يحصل نقص وزيادة عما كُتب في صحف الملائكة، وأما علم اللَّه تعالى القديم فلا يتغيّر، وأما اللوح المحفوظ، فهل يُغيَّر ما فيه؟ على قولين، وعلى هذا يتفق ما ورد في هذا الباب من النصوص). انتهى كلامه ، وهو كلام نفيس جدًّا.

وقد حقق المسألة العلامة الشوكاني ، وكتب فيها رسالة مفيدة جدًّا، ورجح القول بأن العمر يزيد وينقص حقيقةً، أحببتُ إيرادها هنا تتميمًا ونشرًا للفائدة، قال (٣): (اعلم أنه قد طال الكلام من أهل العلم على ما يظهر في بادئ الرأي من التعارض بين هذه الآيات الشريفة، وهي قوله ﷿: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾ [المنافقون: ١١]، وقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [النحل: ٦١]، وقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٤٥].


(١) ينظر: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، الإثيوبي الوَلَّوي (٢٠/ ٢٠٦).
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢٤/ ٣٨١).
(٣) وهي كما قال رسالة مفيدة جدًّا، ويبدو أن الشيخ لم يذكرها كاملة خوفًا من الإطالة، فمن أراد التوسع في هذه المسألة فليرجع إلى هذا الموضع.

<<  <   >  >>