للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد قيل: إنها معارضة لقوله ﷿: ﴿يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: ٣٩]، وقوله ﷿: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾ [الأنعام: ٢].

فذهب الجمهور إلى أن العمر لا يزيد ولا ينقص؛ استدلالًا بالآيات المتقدّمة، والأحاديث الصحيحة، كحديث ابن مسعود ، عن النبي ، قال: «إن أحدكم يُجمع خلقُه في أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقَة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة مثل ذلك، ثم يبعث اللَّه ملكًا، ويؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقيّ، أو سعيد» (١)، وهو في الصحيحين وغيرهما، وما ورد في معناه من الأحاديث الصحيحة.

وذهب جمع من أهل العلم إلى أن العمر يزيد، وينقص، واستدلوا بالآيات المتقدّمة، فإن المحو والإثبات عامَّان، يتناولان العمر، والرزق، أو السعادة، والشقاوة، وغير ذلك.

وقد ثبت عن جماعة من السلف ، ومن الصحابة ومن بعدهم أنهم كانوا يقولون في أدعيتهم: «اللَّهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة، فأثبتني فيهم، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة فامحُني، وأثبتني في أهل السعادة» (٢).

ولم يأت القائلون بمنع زيادة العمر ونقصانه ونحو ذلك بما يخصِّص هذا العموم.


(١) أخرجه البخاري برقم (٣٢٠٨)، ومسلم برقم (٢٦٤٣) عن ابن مسعود .
(٢) ورد عن عمر بن الخطاب ، أخرجه البيهقي في القضاء والقدر برقم (٢٥٧)، وابن بطة في الإبانة الكبرى برقم (١٥٦٥)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة برقم (١٢٠٧)، وورد عن ابن مسعود ، أخرجه الطبراني في الكبير برقم (٨٨٤٧).

<<  <   >  >>