للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحاديث المشتملة على الأمر بالدعاء متواترة:

وفيها: إن الدعاء يدفع البلاء، ويردّ القضاء.

وفيها: أن الدعاء هو العبادة.

وفيها: الاستعاذة من سوء القضاء، كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: «اللَّهم إني أعوذ بك من سوء القضاء» (١)، كما ثبت عنه أنه قال: «وقني شرّ ما قضيت» (٢).

فإذا كان الدعاء لا يفيد شيئًا، وأنه ليس للإنسان إلا ما قد سبق في القضاء الأزليّ، لكان أمره ﷿ بالدعاء لغوًا، لا فائدة فيه، وكذلك وعده بالإجابة للعباد الداعين، وهكذا تكون استعاذة النبيّ لغوًا لا فائدة فيها.

وهكذا يكون ما ثبت في الأحاديث المتواترة المشتملة على الأمر بالدعاء، وأنه عبادة لغوًا، لا فائدة فيها.

وهكذا يكون قوله : «وقني شرّ ما قضيت»: لغوًا، لا فائدة فيه.

وهكذا يكون أمره بالتداوي، وأن اللَّه ﷿ ما أنزل من داء، إلا وله دواء لغوًا لا فائدة فيه، مع ثبوت الأمر بالتداوي في الصحيح (٣) عنه .


(١) أخرجه البخاري برقم (٦٣٤٧)، ومسلم برقم (٢٧٠٧) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَعَوَّذُ مِنْ: جَهْدِ البَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ».
(٢) أخرجه أبو داود برقم (١٥٢٥)، والترمذي برقم (٤٦٤)، والنسائي برقم (١٧٤٥)، وابن ماجه برقم (١١٧٨)، وأحمد في المسند برقم (١٧١٨).
(٣) أخرجه البخاري برقم (٥٦٧٨)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً».

<<  <   >  >>