للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الطيبي: وبدأ بزنا العين لأنه أصل زنا اليد والرجل والقلب والفرج، ونبه بزنا اللسان بالكلام على زنا الفم بالتقبيل، وجعل الفرج مصدقًا لذلك؛ إن حقق الفعل، ومكذبًا له إن لم يحققه، فكان الفرج هو الموقع).

فائدة في استثناء النظر للمخطوبة:

ما مُنع سدًّا للذريعة مثل النظر للنساء، يباح للمصلحة الراجحة كما في النظر إلى المخطوبة، التي يرغب الزواج منها.

قال ابن القيم (١): (وما حُرِّم سدًّا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة، كما أبيحت العرايا من ربا الفضل، وكما أبيحت ذوات الأسباب من الصلاة بعد الفجر والعصر، وكما أبيح النظر للخاطب والشاهد والطبيب والمعامل من جملة النظر المحرم).

من فوائد الحديث:

أولًا: فيه أن مقدمات الزنا يطلق عليها اسم الزنا، وإن لم يترتب عليها عقوبة الزنا.

ثانيًا: فيه أن ما كتب على الإنسان لابد أن يدركه لا محالة.

ثالثًا: وفيه أن العينين هما الرائد الأول للزنا ولذلك بدأ بهما.

قال العلماء: (المعاصي بريد الكفر (٢)، والنظر بريد الزنا) (٣).


(١) ينظر: أعلام الموقعين لابن القيم (٢/ ١٠٩).
(٢) قال النووي في شرح صحيح مسلم (١١/ ٢٩): (وهذا نحو قول السلف: المعاصي بريد الكفر، أي: تسوق إليه، عافانا الله تعالى من الشر).
(٣) قال الذهبي في الكبائر (ص ٥٩): (وكان يقال: النظر بريد الزنا).

<<  <   >  >>