ولا تجسسوا … أي: لا تبحثوا عن عيوب الناس، ولا تتبعوا أخبارهم، فالتجسس: التبحث والاستقصاء والفحص عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال ذلك في الشر، والجاسوس: صاحب سر الشر، والناموس: صاحب سر الخير.
ولا تناجشوا … التناجش: من النجش، وهو أن يزيد في السلعة، وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها، والنجش: رفع الثمن، وقيل: المراد من الحديث النهي عن إغراء بعضهم بعضًا على الشر والخصومة.
ولا تنافسوا … المنافسة: الرغبة في التفرد بالشيء، وذلك إذا كان في طلب الدنيا أوجب التباغض.
ولا تحاسدوا … أي: لا يتمنى أحدُكم زوالَ نعمة غيره.
ولا تدابروا … أي: لا تهاجروا ولا تقاطعوا، فيولي كل واحد منكما دبره لصاحبه حين يراه، لأن من أبغض أعرض، ومن أعرض ولى دبره، بخلاف من أحب.
التعليق:
في هذا الحديث جملة من المنهيات التي تتعلق بآداب المسلم في التعامل مع الخلق، ثم ختم الحديث بالأمر بالأخوة الإيمانية التي تقتضي التخلص من هذه المنهيات، والتحلي بضدها من حسن الظن بالمؤمنين، وستر عوراتهم، ومحبة الخير لهم.
النهي عن سوء الظن بغير سبب:
فقوله:«إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث»: المراد النهي عن ظن السوء.